وزير الداخلية الإسباني ينتقد مطالب الحزب الشعبي باستخدام القوات المسلحة لمواجهة الهجرة
تجدد النقاش الحاد بين حكومة بيدرو سانشيز الاشتراكية والحزب الشعبي المعارض المنتمي لليمين، بعدما خرج المتحدث بإسم الحزب الأخير في البرلمان الإسباني، بتصريح يدعو فيه الحكومة الإسبانية باستخدام القوات المسلحة للتصدي لتدفقات المهاجرين على التراب الإسباني.
ووفق ما أوردته الصحافة الإسبانية، فإن المتحدث بإسم الحزب الشعبي في البرلمان، ميغيل تيلادو، قال في حوار مع القناة الإسبانية الثالثة، بأن حماية الحدود هي من مسؤولية الحكومة، وبالتالي يجب عليها القيام بما يمنع من وصول المهاجرين، مقترحا الاعتماد على القوات الإسبانية المسلحة في ذلك.
وأضافت المصادر نفسها، أن هذا المقترح الذي صرح به تيلادو، هو نفس المقترح الذي كان قد تقدم به حزب "فوكس" اليميني المتطرف، عبر فرعه في مدينة سبتة المحتلة، حيث كان قد طالب باستخدام الجيش الإسباني للتصدي لتدفقات المهاجرين على سبتة والسواحل الإسبانية.
وقالت الصحافة الإسبانية، إن الرد على ما صرح به ممثل الحزب الشعبي في البرلمان، لم يتأخر، حيث خرج وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا بتصريح شديد اللهجة، وصف فيه ما صرح به تيلادو بأنه "أقصى قدر من عدم المسؤولية".
وأضاف وزير الداخلية الإسباني، وفق وكالة "إيفي"، بأن الحزب الشعبي لديه "جهل بشؤون الهجرة"، معتبرا بأن مشكلة الهجرة هي تحد تواجهه أوروبا وإفريقيا معا، مستبعدا بشكل تام إمكانية استخدام الجيش والقوات المسلحة في التصدي لمشكل الهجرة غير النظامية.
ولم تتوقف ردود الفعل على تصريحات تيلادو عند وزير الداخلية، بل رد أيضا ممثل حزب العمال الاشتراكي الحاكم في البرلمان، باتسكي لوبيز، حيث تساءل باستغراب، ما إذا كان مقترح الحزب الشعبي يعني القيام بقصف جزر "الكايوكو" لمنع وصول المهاجرين إلى السواحل الإسبانية، وفق ما نقلته الصحافة الإسبانية.
كما أشارت زعيمة حزب بوديموس، أيوني بيلارا، إلى أن تصريحات المتحدث الرسمي باسم الحزب الشعب لا يمكن تفسيرها إلا لسببين، "إما لأن السيد تيلادو يقدم نفسه في مسابقة أفضل عنصري لهذا العام" أو لأن الحزب الشعبي "شمون رائحة انتخابية" حسب تعبيرها.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن حزب "فوكس" سبق أن قدم مقترحا في البرلمان المحلي في سبتة يطالب باستخدام الجيش للتصدي للمهاجرين، إلا أن المقترح لم يحظ بأي دعم من أي حزب آخر، ومن بينهم ممثلز الحزب الشعبي، الحزب الذي يحكم المدينة عبر خوان فيفاس.
وتُعتبر قضية الهجرة غير النظامية من بين القضايا التي تتعاون فيها كل من إسبانيا والمغرب من أجل التصدي لهذه الظاهرة، وكان اجتماع قد انعقد في الرباط منذ سنتين أعقاب أحداث مليلية، جمع المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، قد دعا إلى ضرورة التعاون وإيجاد إجراءات جديدة للتصدي للهجرة، بالتركيز أساسا على محاربة الشبكات الإجرامية التي تتاجر في البشر.
